الجمعة، 14 أبريل 2017

وراء كل مثل قصة
[الحلقة السادسة]
 [اللي اختشوا ماتوا]
ترجع هذه القصة إلى نشوب حريق في حمام شعبي مخصص للنساء، فخرجت بعض النساء إلى الشارع عاريات لينقذن أنفسهم من الموت حرقاً، بينما استحت أخريات ولم يخرجن، فماتوا داخل الحمام، فأطلق الناس عليهم هذا المثل (اللي اختشوا ماتوا).
ويطلق هذا المثل حينما يكثر أهل التبجح في محيط الحياة.
 [دخول الحمام مش زي خروجه]
قام رجل بافتتاح حمام شعبي، وأعلن عن أن دخول هذا الحمام بالمجان، فذهب الناس إلى الحمام، وتركوا ملابسهم عند صاحب الحمام، وعند خروجهم فوجئوا بأن صاحب الحمام يطلب منهم بعض المال ليأخذوا ملابسهم، فقال له الناس: ألم تعلن أن دخول الحمام مجاناً؟ قال: نعم ولكن الخروج بفلوس...
يا حضرات دخول الحمام مش زي خروجه!.
ومن هنا صار يتردد هذا المثل على ألسن الناس.
[المتعوس متعوس ولو علقوا في رقبته فانوس]
يروى أن أخوين أحدهما من الأثرياء والآخر فقير، فأراد الأخ الغني يوماً أن يعطي لأخيه بعض المال ولكن بطريقة لا تشعره بفقره، فألقى أمام بيته ليلاً صرة بها بعض الدنانير، حتى إذا خرج لصلاة الفجر يجدها أمامه ويأخذها له، فلما خرج الأخ الفقير للصلاة وفي يده فانوس يضيء له الطريق لم ينظر إلى الأرض، ومن ثم لم يعثر على صرة الدنانير، فلما أصبح الصباح ذهب أخوه الغني ليزوره، فوجد الصرة قد أُخذت، فاطمأن لوصول المال إلى أخيه، ولكنه لما طرق الباب وسأل أخاه هل رزقك الله بمال أمس؟ فقال له: لا، لم يرزقني الله بشيء، فقال الأخ الثري: صحيح المتعوس متعوس ولو علقوا في رقبته فانوس.
[إكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها]
 كان أحد بائعي الفول يقوم بطهي الفول ليلاً بمساعدة زوجته، والتي كانت تساعده في حمل القِدر ونقله، وكانت في بعض الأحيان لا تقدر على حمل القدر مع زوجها فيقع الفول على الأرض بسببها، فضاق الرجل ذرعاً بزوجته فطلقها، ثم استعان بابنته لتقوم بنفس المهمة، فوقع القدر من ابنته وانكب الفول على الأرض، فقال الرج متحسراً: اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها.
[كداب كدب الإبل]
في يوم من الأيام لاحظ العرب الذين كانوا يمتلكون إبلاً أن الإبل تُحرك شفتيها يميناً ويساراً، فظنوا في بادئ الأمر أن هذه الإبل وجدت طعاماً وتتناوله، فلما عرفوا بعد ذلك أنها لا تأكل في فمها شيئاً وإنما تقوم بتحريك فمها فقط، أطلقوا على الرجل الكاذب أو المخادع مقولة (كذاب كذب الإبل).
[شايل طاجن ستك]
كثير من الجدات لا يعجبهن طبيخ الأحفاد مهما كان متقناً ومضبوطاً، وذلك لقناعة راسخة لديهن بأن الأحفاد لا يملكون خبرة الأجداد، وكان أشهى طعاماً لديهم هو الذي يُصنع في طاجن، فكانت الحفيدة تقف طوال اليوم لتقوم بطهي طعاماً شهياً في طاجن، ثم تحمله على رأسها لتذهب به إلى جدتها التي لا يعجبها شيء مما يصنعه الأحفاد، لعلها ترضى عنها، مما جعل الحفيدة تكون في حالة هَم وغَم وهي تحمل طاجن الطعام فوق رأسها وهي ذاهبة به إلى جدتها، ومن هنا ظهر المثل (شايلة طاجن ستها).
[ياما جاب الغراب لامه]
أحد الباحثين المتخصصين بدراسة سلوكيات الغربان لاحظ أن الغراب له مخبأ، هذا المخبأ ممكن أن يكون ثقب في شجرة، أو جحر في حائط، أو مكان مهجور، فلما فتش الباحث في هذا المخبأ وجد الأشياء التي يحضرها الغراب لأنثاه أو لأمه وهي عبارة عن قطعة زجاج، وقطعة مرآه صغية، وجزء من فنجان مكسور، واكتشف الباحث أن كل هذه الأشياء تتميز بأنها تلمع في الشمس برغم أنها أشياء تافهة ليس لها قيمة، فمن هنا عُرف المثل الشائع: ياما جاب الغراب لأمه، ويطلق على من يقوم بشراء أشياء لا فائدة منها.
[آخر خدمة الغُز علقة]
الغُز هنا بمعنى غزاة، وليس كما يعتقد البعض أن معناها غوازي (راقصات) وهذا المثل يطلق على شخص قام بعمل معروف في شخص آخر، فيقابل الأخير هذا المعروف بالنكران والجحود، ويقابل الإحسان بالإساءة، وأصل هذا المثل يرجع إلى المماليك حينما دخلوا مصر قام المصريون باستقبالهم وأحسنوا ضيافتهم، وبرغم هذا كان المماليك يقومون من آن لآخر بضرب بعض المصريين بشدة، وذلك بُغية إحكام السيطرة، فأطلق المصريون عليهم هذا المثل: (آخر خدمة الغُز علقة).
[القرد في عين أمه غزال]
ترجع قصة هذا المثل إلى أسطورة رويت عن إله من آلهة الرومان ويسمى (جوبيتر)، فقد نظم هذا الملك مسابقة لاختيار أجمل الحيوانات شكلاً، فجلس على كرسي العرش وجعل الحيوانات الجميلة تمر من أمامه، فمرّ أمامه الطاووس والزرافة والغزالة وابنها، وقبل أن يعلن جوبيتر عن الحيوان الفائز فوجئ بقردة تمر أمامه محاولة لفت الأنظار لابنها الذي معها، فانفجر الحضور بالضحك، ثم حاولوا إخراجها وابنها من الساحة فرفضت، فقال جوبيتر هذه المقولة الشهيرة وهو يضحك (القرد في عين أمه غزال).

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات