السبت، 15 أبريل 2017

وراء كل مثل قصة
[الحلقة السابعة]
 [موت يا حمار]
في يوم من الأيام دخل حمار إلى حديقة قصر أحد الملوك، فأمر الملك بإعدامه، فأشار عليه وزيره بألا يفعل لأنه في النهاية (حمار)، فقرر الملك أن يخصص للحمار مُعلماً يعلمه أصول التعامل مع قصور الملوك وحدائقها، فنادى في المدينة يسأل عمن يستطيع تعليم الحمار وله ما يريد من الأموال.
تردد الناس كثيراً ثم تقدم رجلاً وطلب من الملك أن يوفر له بيتاً فخماً وحديقة كبيرة وأموالاً كثيرة ومدة عشر سنوات يعلم فيها الحمار الأصول.
فوافق الملك على طلباته بشرط أن يقطع رقبته إن لم يفلح في تعليم الحمار.
فطار الرجل إلى زوجته فرحاً بالحياة الرغدة التي سيعيشها معها، فخافت زوجته من مصير الموت الذي ينتظره، فقال لها: بعد عشر سنوات إما أن يموت الملك أو يموت الحمار، أو أموت أنا، ومن هنا أطلق العرب على قصة هذا الرجل مقولة (موت يا حمار) وهي مثل يطلق على من يتوقع عدم زوال ظروف سيئة إلا بعد زمن معين أو مرور مدة طويلة.
[اللي على راسه بطحة]
هذا المثل وراءه قصة طريفة، فقد شكا رجلاً من أهل القرية إلى كبير القرية أن دجاجته قد سُرقت فجمع كبير القرية أهل القرية وأخبرهم أن دجاجة هذا الرجل قد سُرقت ويجب على السارق إعادتها قبل أن يفتضح أمره، فبدأ أهل القرية كلٌ منهم يدفع التهمة عن نفسه ويسأل الآخر عما إذا كان يعرف من السارق، فقام أحد الجالسين وسأل كبير القرية هل تعرف السارق؟ قال: نعم، قال الرجل: هل هو بيننا؟ قال: نعم، قال الرجل: هل تراه؟ قال: نعم، قال الرجل: وما وصفه؟ قال كبير القرية: على رأسه ريشة من الدجاجة التي سرقها، وهنا وضع أحد الجالسين يده على رأسه في حركة لا إرادية، فعُرف أنه السارق.
فحرَّف العرب المثل الذي أطلقوه بسبب هذه الحادثة بدلاً من كلمة (ريشة) صارت (بطحة) وقالوا: اللي على راسه بطحة يحسس عليها.
[لا يَضُرُّ الشاةَ سَلخُها بَعدَ ذَبحِها]
يُروى أن هذه المقولة تُنسب لأسماء بنت أبي بكر حينما تمكن الحجاج بن يوسف الثقفي من قتل ابنها عبد الله بن الزبير، فأمر بصلبه على الكعبة، فلما رأى الحجاج أسماء بنت أبي بكر (وقد كُف بصرها وبلغت عامها المائة ولم يعيب أحد عقلها بشيء) قال لها: أرأيتِ ما فعلته بولدك.. فقد قتلته. قالت: والله ما أراك إلا أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، قال لها: لقد صلبته وعلقته على جدران الكعبة. قالت له: لا يضر الشاة سلخُها بعد ذبحها.
ومن وقتها أخذ العرب هذه المقولة يتداولونها ويستدلون بها على عدم وقوع ضرر بالمقتول بعد قتله.

[ نومة وتنطيطة أحسن من فرح طيطة]

قصة هذا المثل تدور حول مجموعة من الأصدقاء لهم صديق يسمى (طيطة) وذات يوم قام طيطة بدعوتهم لفرحه، وكان طيطة معروفاً ببخله الشديد، وقد علم أصدقائه أنه لن يقدم أي واجب للمعازيم في الفرح، فقاطعوا الفرح وذهبوا لبيوتهم ليناموا قائلين هذه المقولة: نومة وتنطيطة أحسن من فرح طيطة
[باب النجار مخلّع]
هذا المثل له قصة عجيبة وطريفة في نفس الوقت، فقد كان هناك نجاراً ماهراً كبُرت سنه فقرر أن يترك عمله ليعيش مع زوجته وأولاده ما تبقى له من عُمر، لكن صاحب العمل رفض طلبه نظراً لمهارته في صنعته، ولكن الرجل أصرّ على ترك العمل، فقال له صاحب العمل: حسناً ولكن لي عندك طلب أخير، وهو أن تقوم بإنشاء منزل وتجهيزه، وهذا آخر ما أكلفك به من عمل، فوافق الرجل ولكن على مضض، فقام بإنشاء المنزل بغير إتقان، وبخامات رديئة وأسرع في إنجازه والانتهاء منه دون الجودة المعهودة فيه.
وعندما انتهى النجار من أداء المهمة المطلوبة منه قام بتسليم صاحب العمل مفاتيح المنزل، واستعد للرحيل، فإذا بصاحب العمل يستوقفه ويقول له: هذه مفاجأتي ومكافأتي لك... خذ مفاتيح المنزل فهو هدية مني إليك وذلك مقابل السنين التي عملت فيها معي بإتقان وإخلاص، فأصيب النجار بصاعقة من هول المفاجأة، فلو كان يعلم أن هذا المنزل له لأتقن إنشاؤه وتنظيمه وترتيبه، فكان الناس يمرون على بيت النجار (ردئ الصنعة) ويقولون: باب النجار مخلّع.
[مش هخلى الدبان الأزرق يعرفلك طريق]
الذباب الأزرق نوع من أنواع الذباب الذي يتغذى على الجثث والأجسام المتعفنه وهو أزرق اللون واسمه بالإنجليزية  Blue Bottle fly ، وأما اسمه العلمي فهو Calliphora والمقصود بهذا المثل أنه تهديد من شخص لآخر بأنه سيقتله ويخفي جثته لدرجة أن الذباب الأزرق الذي يتغذى على الجثث لن يستطيع الوصول إليه.
[الحيطان لها آذان]
قصة هذا المثل ترجع إلى الملكة كاترين التي كانت تضع على حوائط قصورها أدوات تنصت حتى تتمكن من سماع كل ما يدور من حوارات بين الخدم وبين عامة الناس، فأطلق أحد وزراء حكومتها بسبب وضع هذه الأدوات في أماكنها كلمة (إن للحيطان آذاناً).
وهذا آخر ما استطعنا جمعه من القصص
التي كانت سبباً في انتشار بعض الأمثال الشعبية المتداولة
ونؤكد على أن هذا الذي قمنا بنشره هو غيضٌ من فيض

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات