الخميس، 13 أبريل 2017

وراء كل مثل قصة
[الحلقة الخامسة]
 [أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض]
أراد الأسد يوماً ما أن يأكل فريسة من ذوات الحجم الكبير، فخرج إلى الغابة يبحث عن فريسة يفترسها، وطال به البحث حتى وجد ثلاثة ثيران دفعة واحدة، ثور أبيض وثور أحمر وثور أسود، لم يغتر بقوته رغم شدة جوعه، لأنه يعلم أن الكثرة تغلب الشجاعة، فأعد لهم خديعة حتى يستطيع الوصول إلى هدفه بأسهل طريقة ممكنة، فتقدم نحوهم وعرض عليهم صداقته فقبلوها ظناً منهم أنه سيحميهم من أخطار الغابة.
ثم أخذ الأسد الثورين الأسود والأحمر في حديث جانبي وقال لهما: إن صديقنا الثور الأبيض لونه أبيض فاقع وإذا أردنا أن نختبئ من أعدائنا فسوف يفضحنا لونه وهو بهذا يشكل خطر علينا، فهل تساعدوني في التخلص منه؟
وافق الثورين على اقتراح الأسد لأنهما لا يفكران إلا في مصلحتهما فقط، فسهلا للأسد افتراس الثور الأبيض فقضوا عليه.
وبعد عدة أيام أخذ الأسد الثور الأسود في حديث جانبي وقال له: إن صديقنا الثور الأحمر لونه أحمر لامع، وهو بذلك يشكل خطر علينا فهلا ساعدتني في القضاء عليه حتى يخلو لك الجو وحدك في هذه الغابة وتعيش فيها بكامل حريتك؟ فوافق الثور الأسود، فانقض الأسد على الثور الأحمر فافترسه وأكله.
وفي اليوم التالي نظر الأسد إلى الثور الأسود وقال له: إنني أشعر بجوع شديد وإني مفترسك وآكلك لا محالة، وهنا أفاق الثور الأسود من غيبوبته، حيث أدرك ساعتها أن الغابة ليس فيها أخطار أصلاً، وأن الخطر الحقيقي الذي يهدده والذي كان يهدد صديقيه هو الأسد نفسه، وأن الأسد من البداية لم يكن له إلا هدف واحد وهو افتراسهم جميعاً وليس حمايتهم، فشعر الثور الأسود بالندم الشديد، حيث كان يجب عليه الاتحاد مع صديقيه ضد هذا الأسد اللعين، فقال في حسرة شديدة: [لقَد أُكِلتُ يَوم أُكِل الثَّورُ الأبيَض].
[الجار قبل الدار]
كان هناك رجل من العرب كريم الأخلاق يدعى أبو دف البغدادي، وكان له جار فقير، اشتد فقره وعوزه، فأراد أن يبيع بيته ليسدد ديون تراكمت عليه، فعرض بيته للبيع بثمن 1000 دينار، وهو ضعف الثمن الحقيقي للبيت، فلما سألوه عن مضاعفة السعر قال: أعلم أن بيتي لا يساوي أكثر من خمسمائة دينار، فأنا أبيعه بخمسمائة دينار ومعه جار خلوق بخمسمائة أخرى.
فلما علم البغدادي بذلك سدد عنه ديونه وأبقى عليه بيته.
ومن هنا صارت هذه الكلمة تجري على ألسن الناس (الجار قبل الدار).
[إحنا دفنينه سوا]
تتلخص قصة هذا المثل في أن اثنين من تجار الزيت كان يبيعان الزيت على حمار، وذات يوم مات الحمار، فاعتقدا أن تجارتهما بارت وانقطع رزقهما، ففكر أحدهما في مصدر بديل يدر عليهما المال، فشرعا في دفن الحمار وقاما ببناء مقام فوقه، وادعيا أمام الناس أن هذا مقام لأحد الأولياء الصالحين ليأتي الناس إليه ويقدمون القرابين، وفي يوم من الأيام سرق أحدهما قرباناً دون قسمته مع الثاني، فقال له: سأدعوا عليك أمام صاحب المقام، فانخرط الأول في الضحك وقال: صاحب مقام إيه ده إحنا دفنينه سوا (يقصد الحمار).
وقيل أن المثل القائل [تحت القبة شيخ] ترجع قصته إلى قصة مشابهة حيث تم بناء قبة فوق جثة الحمار بعد دفنه، فلما قال أحد التجار للآخر: لماذا أخذت القربان وحدك، سوف أدعوا عليك أمام الشيخ صاحب المقام، فضحك وقال لصاحبه: هو إنت فاكر تحت القبة شيخ؟.
[جحا أولى بلحم ثوره]
دعا جحا جيرانه يوماً ما إلى وليمة تتكون من لحم ثوره، وجعلهم يجلسون في صفوف مُرتبة، ثم مر عليهم وقال: إن كبير السن لن يستطيع هضم لحم الثور، والمريض سيزيد لحم الثور من مرضه، والشخص السمين لا يحتاج للحم أصلاً، والشباب يمكنهم الانتظار بعد توزيع اللحم على الفقراء، ثم قال لهم في نهاية اليوم: يا جماعة جحا أولى بلحم ثوره.

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات