الأربعاء، 12 أبريل 2017

وراء كل مثل قصة
[الحلقة الرابعة]
[خربت واللي كان كان]
يروى أن سيدة كان لديها ثلاثة بنات بلغن سن الزواج وكانت تتمني أن يتزوجن جميعاً، ولكن الثلاثة كن يعانين من مشكلة في نطق الكلام، فكانت إحداهن تنطق حرف القاف دال، والثانية تنطق الكاف تاء، أما الثالثة فكان فيها عيوب أخوتيها الاثنين.
وذات يوم تقدم شاب ليخطب إحدى البنات الثلاثة، وكانت أمهم قد شددت عليهن بألا يتكلمن أبداً، فهبت على المنزل رياح شديدة جعلت أشياء في المنزل تطير وتقع على الأرض، فصاحت البنت الأولى في أمها: أماه، حبل البيت اندطع (تقصد انقطع) وقالت الثانية: ألم تتل لتي أمت لا تتلمي؟ (تقصد ألم تقل لكِ أمك لا تتكلمي؟) فقالت الثالثة: إتتلمت واللي تان تان (تقصد إتكلمت واللي كان كان) فقالت الأم في حسرة: خربت واللي كان كان.
[رجع بخُفي حُنين]
كان هناك بائع أحذية يدعى حُنين، جاءه أعرابي يريد شراء خفين، فوجد السعر غالياً فأخذ يجادل حُنين من أجل تخفيض الثمن، فرفض حنين أن يبيع الخفين فتركه الأعرابي ومشى، فاغتاظ حنين وقرر أن يوقع الرجل في خديعة، فذهب إلى الطريق الذي سيسير فيه الأعرابي وترك أحد الخفين على الأرض، ثم ترك الخف الآخر على بُعد مسافة من الخف الأول، ولما سار الأعرابي في طريق عودته لقبيلته وجد الخف الأول فقال: ما أشبه هذا الخف بالخف الذي رأيته عند حُنين، ولكنه خف واحد ولا فائدة منه، ثم سار في طريقه فوجد الخف الآخر، فنزل من فوق ناقته وذهب ليحضر الخف الأول، وكان حُنين يراقب الأعرابي من خلف أحد الوديان، فلما رآه قد ترك ناقته ذهب مسرعاً وأخذ الناقة واختفى، ولما رجع الأعرابي لم يجد ناقته، فرجع إلى قبيلته ومعه الخفين، فلما قصَّ قصته على الناس قالوا: رجع بخُفي حُنين.
[خذوا الحكمة من أفواه المجانين]
هذا المثل وراءه قصة عجيبة، فقد توفي أحد الأثرياء في بلدة بعيدة، ولما علم أولاده بخبر وفاته، قرر الأخ الأكبر تخصيص يوماً لتقي العزاء في وفاة والده، ولكن بقية إخوته اعترضوا عليه بشدة وأرادوا تقسيم الميراث، فقال لهم أخوهم انتظروا حتى انتهاء العزاء فتقسيم الميراث قبل انتهاء العزاء سيكون عاراً علينا أمام الناس، فرفضوا وذهبوا إلى قاضي المدينة يشكون أخاهم، فأرسل القاضي استدعاء لهذا الأخ الأكبر.
وقبل أن يذهب إلى القاضي ذهب إلى أحد حكماء المدينة وطلب منه المشورة فقال له: اذهب إلى فلان وستجد عنده الحل؟ فقال الأخ للحكيم: ولكن هذا الرجل مجنون، فكيف يحل مشكلة لم يتوصل العقلاء إلى حل لها؟ فقال له الحكيم: اذهب إليه وستجد عنده الحل، فذهب الأخ إليه وقص عليه القصة بتفاصيلها فقال له: قل لإخوتك هل لديكم من يشهد أن أبانا قد توفي؟ فقال الأخ: نعم الرأي، فذهب وألقى على إخوته السؤال أمام القاضي، فقالوا: إن أبانا مات في بلدة بعيدة وقد وصل إلينا الخبر ولا يوجد شهود على ذلك. فظلت القضية عند القاضي لأكثر من سنة حتى يتم العثور على شاهد يشهد بوفاة الأب، فقال لهم أخوهم الأكبر: لو صبرتم أياماً قليلة لنال كل منكم ما يريد. ومن هنا انطلق المثل القائل: خذوا الحكمة من أفواه المجانين.

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات