مخترعات إسلامية غيرت وجه العالم [الحلقة الثانية]

هل ساهمت [المخترعات الإسلامية] في تغيير وجه العالم؟

[الحلقة الثانية]

قصة أول فنجان قهوة في التاريخ

كان هناك شاب يرعى بعض الغنم في إحدى مزارع جنوب إثيوبيا يسمى (خالد)، وفي يوم ما لاحظ أن الغنم صارت نشطة بعدما أكلت من نبات معين، فأخذ بعضاً من هذا النبات وقام بغليه ليكون أول كوب من القهوة في تاريخ الإنسانية، ثم خرجت القهوى خارج حدود أثيوبيا ووصلت اليمن، ثم إلى شبه الجزيرة العربية ثم إلى تركيا، وكان ذلك كله في أواخر القرن الخامس عشر، ثم وصلت إلى فينيسيا (مدينة البندقية) بإيطاليا سنة 1645م، ثم إلى بريطانيا في عام 1650م، عن طريق التركي (باسكوا) والذي قام بفتح أول محل للقهوة في العاصمة البريطانية لندن بشارع لومبارد.

العرب من صناعة الصابون إلى الشامبو

كان عند قدماء المصريين نوع واحد من أنواع الصابون، وبعض الرومان كانوا يستخدمونه كمرهم للجلد، ولكن المسلمون الأوائل استطاعوا أن يكَوّنوا مادة الصابون من هيدروكسيد الصوديوم وبعض زيوت النباتات، وكان من أكثر ما يندهش له المسلمون حينما كانوا يواجهون الحملات الصليبية أن الصليبيون يغتسلون بطرق بدائية، وتبرير ذلك أن البريطانيين مثلاً، لم يتعرفوا على الشامبو إلا حينما قام (رجل مسلم) بفتح محل للإغتسال بالبخار في مدينة بريتون سيفرونت وكان ذلك في عام 1759م.

كيف بدأ المسلمون مجال المعمار؟

تعلّم الغرب من المسلمين الأوائل كيفية بناء القباب والقناطر، حتى أن معظم القلاع الأوروبية تكاد تكون نسخة طبق الأصل من أفكار بناء القلاع في العالم الإسلامي، من حيث بناء الشرفات، والحصن الأمامي للقلعة، وحواجز الأسقف، والشقوق المصنوعة في الأسوار، ويكفينا أن نذكر في هذا المقام أن المهندس الذي قام بتشييد قلعة هنري الخامس كان مسلماً.

تقطير المياه وتنقيتها

الوسائل التي تستعمل حالياً في فصل السوائل تم اختراعها في عام 800 ميلادية من قِبل العالم العظيم جابر بن حيان والذي قام باختراع الكثير من العمليات المتعلقة بتقطير المياه وتنقيتها مثل التبلور والسيولة والتنقية والتقطير والأكسدة والتبخر والترشيح، كل ذلك كان يتزامن مع اكتشاف الكبريت وحمض النيتريك.

من الذي بدأ في صناعة المحركات؟

المهندس المسلم الفذ (بديع الزمان الجزري) هو أول من فكر في اختراع (مضخة) وكان يهدف من ورائها إلى رفع المياه من الأنهار والآبار إلى سطح الأرض، هذه المضخة كانت بمثابة وضع النواه لاختراع المضخات الحديثة في عصرنا الحالي، بل ويعتبر (الجزري) هو المُلهم والأب الروحي لصناعة المحركات الآلية التي تقوم بدفع السيارات والقطارات والسفن والطائرات، كما يُعد الجزري من أوائل المفكرين في صناعة ما يسمى الآن بالروبوت (robots).

من الذي اخترع أدوات الجراحة؟

إنه أعظم جراح مسلم عرفه التاريخ هو أبو القاسم الزهراوي، من علماء الأندلس، والذي لقب بـ أبو الجراحة الحديثة، ألف موسوعة طبية تقع في 30 مجلد وسماها (التصريف لمن عجز عن التأليف)، ولا تزال معظم الأدوات الجراحية المستخدمة حتى الآن من ابتكار الزهراوي، وكان يستطيع القيام باستئصال الغدة الدرقية، وهو أول من ابتكر فكرة وضع الدواء داخل كبسولات، وقد توفي عام 400هـ ولا ننسى في هذا المقام (ابن النفيس) الذي اكتشف الدورة الدموية وشرحها قبل اكتشاف وليام هارفي لها بثلاثمائة سنة، كما طور المسلمون الأوائل العلاج بالحقن عن طريق الإبر.

الرياضيات أيضاً... أصلها عربي

العالم المسلم الكبير محمد بن موسى الخوارزمي هو الذي ابتكر (الصفر) بعدما رأى الهنود يضعون نقطة مكان الرقم (10) لأنهم ما كانوا يعرفون من الأرقام إلا من 1: 9 فجاء الخوارزمي ليحل للعالم كله معضلات حسابية كبيرة بوضع الصفر على يمين الرقم وليس على يساره، وليساعد العالم بهذا الاختراع على وضع الأرقام في الخانة الصحيحة سواء كانت خانة العشرات أو المئات أو الآلاف، وكان ذلك في عام 825 م، وأما عن علم الجبر والهندسة وحساب المثلثات وما تحتويه هذه العلوم من أفكار ونظريات فقد نُقلت إلى الأوروبيين بعد نشأتها العربية بثلاثمائة عام، وكان ذلك عن طريق العالم الإيطالي (فيبو ناشي) وغيره.

وإلى اللقاء في الحلقة الثالثة بإذن الله تعالى