الثلاثاء، 11 أبريل 2017

وراء كل مثل قصة
[الحلقة الثالثة]
نواصل في هذه الحلقة سرداً لقصة كانت سبباً في انتشار مثل شعبي نتداوله في حياتنا اليومية دون أن نعرف سبب نشأة هذا المثل أو قصته.
[إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه]
يعود هذا المثل إلى عصر الرومان بعد قيام الإسكندر الأكبر باحتلال مصر، وفي هذا الزمن كانت مصر تزرع (الميره) وهي القمح، وكان الفلاح المصري محروماً من أخذ حبة واحدة مما يزرع إلا بأمر حاكم البلاد، وكان يتم تخزين الميره في صوامع ترابية ثم يتم شحنها إلى الرومان حكام مصر، فكان بعض الناس ينصحون الفلاح بأن يبحث في تراب هذه الصوامع لعله يجد قليلاً من القمح، فأطلق الناس هذا المثل (إن فاتتك الميره إتمرغ في ترابها)، ولكن بمرور الزمن صار المثل كما هو معروف الآن (إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه).
[هي كوسة؟!]
هذه الكلمة يتداولها الناس في عصرنا الحالي تعبيراً عن انتشار المحسوبية (الواسطة) وترجع قصة هذه الكلمة إلى زمان بعيد حيث كانت الوكالات التي تتلقى الخضروات من المزارعين ليس لديها إمكانية حفظ الخضروات في ثلاجات وكان مكان الحفظ بلا سقف مما يعرض الخضروات لأشعة الشمس، وكان من أكثر ما يتعرض للتلف في هذه البيئة هي الكوسة.
فكان المزارعون يقفون في طابور طويل لتوريد منتجاتهم لهذه الوكالات، وكان حارس الوكالة ينادي بأعلى صوته: الكوسة يدخل، فكان زارع الكوسة هو الوحيد الذي يُعفى من الوقوف في هذا الطابور، فإذا اعترض أحد المزارعين على هذا الوضع نهروه وزجروه. من هنا برزت كلمة (هي كوسة؟).
[المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم الكتوفي]
في عصر المماليك قام مملوك بضرب زميله حتى الموت، وكان رجل من المنوفية بمصر قد رأى المملوك وهو يقتل زميله فاتفق القاتل مع المنوفي على ألا يشهد ضده في جلسة المحاكمة، وكان يرشوه بأن ظل يطعمه من لحوم الإبل والغنم وخاصة قطع لحم الكتف، فلما جاء يوم المحاكمة أمر القاضي هذا المنوفي أن يقسم اليمين بأن يقول الحق فأقسم، وأخذ يقص على القاضي ما حدث بالتفصيل فقال المملوك القاتل للمنوفي: ألم نتفق على كل شيء؟ فرد عليه المنوفي قائلاً: كيف أشهد شهادة زور أعتق بها رقبتك في الدنيا وأدخل أنا بها النار في الآخرة؟ فقال المنوفي: حقاً المنوفي لا يلوفي ولو أكل لحم الكتوفي.
[رب ضارة نافعة]
كان رجل يستقل سفينة مع ركاب آخرون، فهبت عاصفة أغرقت السفينة، ونجا منها بعض الركاب، وكان من بين الناجين رجلاً ألقت به الأمواج إلى جزيرة مهجورة، وكان قد أغمي عليه، فلما أفاق دعا الله أن ينجيه من هذا الموقف.
وظل عدة أيام في هذه الجزيرة يتغذى على ثمار بعض الأشجار ويصطاد أرانب كانت تعيش في هذه الجزيرة ويشرب من مياه عذبة بالقرب من الجزيرة ثم يأوي إلى النوم في كوخ صغير بناه من بعض أخشاب الأشجار.
وذات يوم كان يسير في الجزيرة المهجورة وكان قد نسي لحم على النار، فلما رجع وجد النار قد أحرقت الكوخ بأكمله، فحزن الرجل حزناً شديداً وقال حتى الكوخ يا رب احترق؟ ماذا تبقى لي في هذه الدنيا وأنا غريب هنا وحدي؟
فنام الرجل حزيناً مهموماً، وفي الصباح حدثت مفاجأة وجد الرجل سفينة تقترب من الجزيرة لتنقذه وليأخذه ركاب السفينة معهم، فلما صعد إلى السفينة سأل ركابها كيف اكتشفتم وجودي في هذه الجزيرة؟ قالوا: لقد وجدنا دخاناً يتصاعد فعرفنا أن هناك شخصاً يريد الإنقاذ. فقال الرجل: سبحان الله.. رب ضارة نافعة.

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات