الاثنين، 10 أبريل 2017

وراء كل مثل قصة
[الحلقة الثانية]
كلنا نردد أقوال مأثورة (أمثال) في كلامنا على مدار اليوم ولكن معظمنا لا يعرف ما هو المصدر الحقيقي وراء هذه الأمثال، أو ما هي القصة الحقيقية وراء انتشار كل مَثَل نردده.
الآن... سنقوم بسرد أشهر الأمثال الشعبية التي نستخدمها دائمًا في حياتنا مع شرح مبسط لمعاني هذه الأمثال أو ذكر القصة التي كانت سبباً في انتشار المثل.
[عزومة مراكبية]
تعبر هذه الكلمة عن الكذب وعدم الصدق في عرض خدمة ما لاستحالة تلبيتها، وظهرت هذه المقولة بسبب أن الصيادين لا يمكنهم أن يقوموا بدعوة أحدًا لتناول الغداء معهم، لأنهم لا يتناولونه في بيوتهم بل يتناولونه على شاطئ البحر أو في عرض النهر أثناء الصيد، لذلك فهم يعرضون الدعوة على شخص ما يقف على الشاطئ ومن الصعب عليه أن يلبي هذه الدعوة، فصرنا نستخدم عبارة "عزومة مراكبية" على أي عرض يصعب علينا تصديقه أو الثقة به.
[اللي ميعرفش يقول عدس]
وهو مثل قديم جداً ترجع قصته إلى رجل كان يبيع الفول والعدس ثم هاجمه لص وسرق نقوده، فأطلق التاجر ساقيه جرياً وراء اللص لكي يستعيد نقوده مرة أخرى، وخلال هذه المطاردة اصطدم اللص بجوال من العدس، فصار في يديه بعض حبوب العدس، فهرع الناس إلى التاجر ظناً منهم أنه يجري وراء اللص لأنه سرق منه بعض حبات من العدس، فألقى الناس باللائمة على التاجر وقالوا له: أتجري وراء اللص لأنه سرق منك بعض حبات من العدس؟ فكان رد التاجر عليهم "ما هو اللي ما يعرفش يقول عدس".
[ابن الوز عـوام]
هذا المثل وراءه قصة تتمثل في أنه كان هناك رجلاً يمتلك أوزة، وفي يوم ما دخل الرجل على الأوزة فوجدتها قد وضعت بيضتين، وماتت بعدهما، فأخذ الرجل البيضتين ووضعهما مع بيض الدجاج الذي يربيه، وذلك لترقد الدجاجة على البيض كله فيفقس، ولما فقس البيض خرجت الأوزتين من البيضتين وتربيا مع باقي الدجاج.
وفي أحد الأيام ذهب الدجاج الكبير ووراءه الدجاج الصغير ومعهم الأوزتين الصغيرتين إلى بركة مياه، فقامت الأوزتين بالقفز والسباحة في مياه البركة دون أن يعلمهم أحد ذلك، فاندهش الرجل وقال: صحيح إبن الوز عوام، ويطلق هذا المثل على من يشبه أباه في ذكائه وحسن تصرفه.
[بين حانة ومانة ضاعت لحانا]
قصة هذا المثل تتلخص في أن رجلاً تزوج امرأتين، الأولى اسمها حانة وكانت شابة صغيرة السن، والثانية واسمها مانة وكانت كبيرة فوق الخمسين، فكان حينما يبيت مع حانة تقول له: لا أحب الشعر الأبيض في لحيتك، ثم تقوم بنزع بعضاً منه، فإذا ذهب إلى مانة قالت له: لا أحب الشعر الأسود في لحيتك، ثم تقوم بنزع بعضاً من هذه الشعيرات السوداء.
فنظر ذات يوم لنفسه في المرآه فوجد لحيته قد قصرت، فقال لنفسه: بين حانة ومانة ضاعت لحانا.
[رجعت حليمة لعادتها القديمة]
أولاً: صحة المثل هو (رجعت حليمة لعادتها القديمة) وليس كما يردد عامة الناس (رجعت ريمة لعادتها القديمة) لماذا؟
ثانياً: قصة هذا المثل ترجع إلى زوجة (حاتم الطائي) العربي المشهور بكرمه، وكانت زوجته عكسه تماماً في شدة بخلها، فكانت تضع قليلاً من السمن في الطعام، فأخبرها حاتم الطائي بأن المرأة كلما وضعت في الطعام ملعقة سمن زيادة زاد عمرها يوماً، ففعلت، حتى صار طعامها لذيذاً، ولكن حينما مات ابنها حزنت عليه وتمنت الموت فصارت تقلل من ملاعق السمن في الطعام حتى ينقص عمرها، فلما علم الناس عنها ذلك قالوا: رجعت حليمة لعادتها القديمة.

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات