الأحد، 12 مارس 2017

تقدم الغرب وتخلف العرب.... إحصائيات مرعبة


لا ريب أن عالمنا العربي ما زال يعيش مآسٍ عديدة، من بينها محاولة اللحاق بركب التقدم العلمي والذي سبقنا فيه الغرب بمسافات كبيرة، ولكن يبدو أن الطريق شاق وطويل
وفي هذا الصدد- وتحديداً في عام 2007- صدر في القاهرة "التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية"، وهو التقرير الذي تجاوز 700 صفحة، وقد شاركت في إعداده المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومركز الخليج للأبحاث، والحق أن هذا البحث بُذل فيه جهداً مضنياً من خلال فريق بحث نشط ومتفاني في عمله.
جاء في هذا التقرير ما يلي:-
- أن العربي لا يقرأ سوى 6 دقائق سنوياً بينما يقرأ المواطن الأوروبي والمواطن الأمريكي حوالي 200 ساعة سنوياً.
- تتحدث بعض الدراسات عن أن كل 20 عربياً يقرأون كتاباً واحداً في السنة،،، في الوقت الذي يقرأ فيه البريطاني الواحد 7 كتب، والأمريكي 11 كتاباً، وأن إسرائيل تقوم بطباعة ما يقرب من 35.000 كتاب سنوياً ، بينما متوسط ما تطبعه مصر 13.000 كتاب سنوياً، والأنكى من ذلك أن 85 % من الكتب المطبوعة في مصر تتمثل في الكتب المدرسية والجامعية.
- وهنا ملاحظة هامة يجب التنبيه إليها:
وهي أن الأرقام السابق ذكرها تتحدث عن الواقع العربي بشكل عام. فإذا أدركنا حقيقة أن هناك أكثر من مائة مليون عربياً أمّياً (لا يقرأ ولا يكتب)، وأن هناك الملايين الكثيرة التي تعيش تحت خط الفقر، فسوف يتضح لنا بعضاً من معالم الصورة القاتمة في واقعنا العربي.
ويكمل التقرير معلوماته بأن:
- معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية لا يزيد عن 21.8 %، بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91 %، وفي استراليا 72 %، وفي إسرائيل 58 %.
- متوسط عدد دخول الإناث المراحل التعليمية في الدول العربية 50%
- متوسط نسبة الأساتذة في التعليم العالي إلى عدد الطلاب- في العالم العربي- هي أستاذ جامعي لكل 24 طالباً. بينما في الولايات المتحدة الأمريكية أستاذ جامعي لكل 13 طالباً.
- معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4% مقارنة بمعدل القراءة في بريطانيا.
ولقد نشرت صحيفة التايمز الأمريكية في عام 2005 تقريراً عن نصيب الفرد من القراءة بالعالم العربي ، حيث ذكر التقرير أن مجمل القراءة في الوطن العربي بأكمله لا يتعدى الـ 5000 كتاب سنوياً ، بينما نجد أوربا يصل إجمالي القراءة بها إلى 50.000 كتاب سنوياً (عشرة أضعاف العرب كلهم)، أما الولايات المتحدة الأمريكية وكندا فقد وصل إجمالي القراءة بها إلى 150 ألف كتاب سنوياً!!
وفي مجال إنشاء المدونات ودوافع استخدام الإنترنت:
- قُدر عدد المدونات العربية بحوالي 490.000 مدونة، وهي نسبة لا تتعدى 0.7% من مجموع المدونات عالمياً، ويوجد في مصر وحدها أكثر من 160.000 مدونة، وهو ما يشكل نسبة 31% من إجمالي المدونات العربية. 
- أما على صعيد دوافع استخدام الإنترنت لدى المواطن العربي فهي كالتالي:
1- 46% يستخدمون الإنترنت بدافع الترفيه والتسلية.
2- 26% يستخدمون الإنترنت بدافع الوصول إلى المعلومات.
3- 28% لم تذكرهم الإحصائيات... ربما لأنهم يستخدمون الإنترنت في مشاهدة المواد الإباحية من صور وأفلام وغير ذلك.
ويبلغ مجموع عدد المواقع العربية المسجلة على الإنترنت 42.000 موقعاً (طبقاً لإحصائيات عام 2007)، ولا يشكل هذا العدد سوى نسبة 0.026% من إجمالي عدد المواقع العالمية.
وفي مجال الطباعة وصناعة الورق:
أفاد التقرير أن أسبانيا تطبع سنوياً عدداً من الكتب يوازى عدد الكتب المطبوعة في العالم العربي منذ عهد الخليفة المأمون (والذي قتل عام 813 ميلادياً)، وذلك على الرغم من أن أسبانيا تعتبر من أفقر دول أوربا (على الأقل من حيث متوسط دخل الفرد فيها) ولكنها وضعت الثقافة في مقدمة أولوياتها ، وفى نفس السياق نجد الألمان ينفقون قرابة الــ 16 مليار يورو سنوياً على شراء الكتب !!
وإليكم تلخيص مختصر لسوق تداول الكتب في العالم:
بالرغم من أن حجم التداول في سوق الكتب فى العالم العربي أجمع _ بيعاً وشراءًا _ لا يتخطى الــ 4 ملايين دولار سنوياً ، نجد دول الإتحاد الأوروبي يتخطى حجم التداول في سوق الكتب فيها الــ12 مليار دولار سنوياً ، أي أن ما يتداوله سكان الاتحاد الأوروبي يساوى ثلاثة آلاف ضعف القيمة المالية لما يتداولة العرب، وفى الولايات المتحدة يصل حجم التداول لـ 30 مليار دولار، أما اليابان فيصل حجم تداول الكتب فيها بيعاً وشراءًا ما يقارب الـ 10 مليار دولار سنوياً، بينما وصل حجم التداول في بريطانيا إلى 9 مليار دولار.
ولمعلوماتكم فإن قيمة مبيعات الكتب في العالم أجمع تصل لحوالي 88 مليار دولار كان نصيب العالم العربي منها 1% فقط !!
 وعن الكتب الإلكترونية:
 يوضح الكاتب الأمريكي ستيفين كينج أنه عندما أصدر روايته الجديدة باع منها 41 ألف نسخة  من خلال الانترنت في 15 ساعة بينما في الدول العربية لا نكاد نسمع عن كتب جديدة تم إصدارها إلكترونياً .
ولذلك فإن إجمالي التقارير الصادرة منذ عام 2003 الخاصة بالقراءة تعبر عن الانحدار الخطير الذي تسير فيه القراءة وطباعة الكتب في الوطن العربي ، كما تدل هذه التقارير على انتشار الجهل المطلق بالوطن العربي  _ أي الجهل بالقراءة والكتابة والثقافة _ حيث تتراوح نسبته بين 47 _ 60 %  ، كما أن قطاع الشباب والأطفال في الوطن العربي يشكل نسبة 60% من إجمالي السكان ، والإنتاج الموجه لهذا القطاع من الكتب 10% من الإنتاج.
كما أن عدد الكتب التي تصدر في الوطن العربي بأكمله تبلغ 17.000 كتاب (سنوياً) وهو نصف ما تنتجه إسرائيل!!، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تصدر وحدها 85 ألف كتاب (سنوياً).
- ويفيد التقرير- أيضاً- بأن العالم العربي لا يقوم بصنع أكثر من 35% من حاجته إلى مادة الورق ويستورد نحو 65% في واحدة من الصناعات الثقافية الهامة المرتبطة بالأمن القومي للدولة، بينما تجد السودان الشقيق يضيق بالمواد الخام التي يُصنع منها الورق، بل ويدفع مبالغ للتخلص منها بوصفها نفايات أو مخلفات!!
وللعلم: إن دار غاليمار الفرنسية للنشر، وحدها تستهلك ما يفوق كل المطابع العربية مجتمعه من كمية الورق.
صدقوني... ليست المشكلة في الإحصائيات المخيفة التي تُنشر يوماً بعد يوم،،، إنما المشكلة الحقيقية هي أننا- نحن العرب- نتراجع... بنفس السرعة التي يتقدم بها الغرب!!

مـقـالات أخـرى:

مختار العربي (46 سنة)

لدي قناعة تامة بأن الترجمة سبب رئيسي في تقدم الفرد والمجتمع والدولة في كافة مجالات الحياة، حيث أنها أهم أداة للتواصل بين الأفراد والشعوب لذلك قمت بانتقاء فريق عمل بعناية حتى نستطيع القيام بتنفيذ أعمال الترجمة بكفاءة عالية .

شارك الموضوع :

ضع تعليقك :

0 التعليقات